Speeches

كلمة ليلى نقولا الرحباني عند استلامها درع تكريمي في حفل تكريم الاعلام المقاوم في شحور، بمناسبة مرور سنتين على الانتصار
2 آب 2008

باسمي وباسم التيار الوطني الحر، نشكركم على هذا التكريم ونتمنى ان تكون ايامكم وايام لبنان حافلة دائماً بالانتصارات.
ونسألكم:
بماذا نحتفل؟ ولماذا تحتفون بنا؟

انحتفل بسقوط اسطورتهم وقيام اسطورتنا؟
انحتفل بانتصار الانسان على الالة؟
انشرب نخب وحدة وطنية، تعلمنا حروفها في الكبر؟
انفرح بمصابيح العزة والكرامة التي انارت عتمة ليالينا القاحلة؟
انفرح ببشائرٍ سيادة لم نعرفها منذ الاستقلال؟

نعم لاجل كل هذا وأكثر.. لأجل الرجاء الجديد.. لأجل "الوطن" الذي نؤسسه لاولادنا وأحفادنا.. لاجل بشائر النور والخير والعزة التي تطل على لبنان.... لاجل كل هذا وأكثر نحتفل.

في ذكرى الانتصار:
 ننحني اجلالاً وخشوعاً للشهداء... شهداء المقاومة ... منذ نشوء المقاومة ضد الاحتلال الى الوعد الصادق
شهداء الجيش اللبناني... شهداء حرب نهر البارد وعمادهم فرنسوا الحاج
ونستغرب:

على ماذا نكرّم؟ ولمن التكريم؟  وماذا يقال فينا نحن في حضرة الشهداء؟
لم يكن قبلهم للعزة مكان...لم يكن قبلهم للمجد لسان...كل ارض قبلهم كانت أشبه باللامكان
كانت الارض تخاف الدوران، حتى علمتها دفقات الدم المبذول قيمة العنفوان
بات على جباههم النور مقيماً... بات على صدورهم النصرُ مبيناً
نستغرب:
من نحن في حضرتهم؟
هم الابطال ونحن الشهود...

من هنا من بلدة الامام موسى الصدر: عهد ووعد للشهداء الابرار
سنزيد على ما تحقق من انتصارات
سنميّز بين رجال السياسة وتجارها
لن نسمح بان تبقى السياسة كرسياً وتكبراً وفساداً
انجزتم التحرير.. وعلينا بالتحرر

ها هو زمن التحرر قد حان: فاحملوا مصابيح الهدى وسيوف الحق،
حطموا الاصنام، واكسروا اغلال الذل والاقطاع والتبعية
فالشهيد من قبره ينادي:
يا احرار الاعلام في بلادي..
اكسروا الصمت لا تخافوا... ولا تستخدموا المديح..
لا تخضعوا والموت لا تهابوا .. فها انا هنا: اعيش الجنة في الضريح.



ندوة أقامتها جمعية "لبنانيون من اجل الديمقراطية والحكم والصالح" في اوتيل لو غابرييل الاشرفية واستضافت الاعلامية ماغي فرح والاعلامي غسان بن جدو، بعنوان "دور الاعلام في العملية الانتخابية اللبنانية 2009" بتاريخ 11 أيار 2009
كلمة رئيسة الجلسة: ليلى نقولا الرحباني
" تضم الولايات المتحدة ربع مليار نسمة مضللة من جانب حكومتها بواسطة الاعلام"... لست انا من يطلق هذا الاتهام، إنما هو جورج فيدال، الأستاذ العلوم السياسية في إحدى الجامعات الأميركية.
ولكني اضم صوتي الى صوت فيدال، واعتبر ان شعوب العالم خارج أميركا أيضًا ليست بعيدة عن التضليل، بحيث بات كثر حول العالم عاجزين عن التحليل، وقد امتلأت الساحتان الاعلامية والسياسية بمفردات التكفير، مما دفع الناس بعيدًا جدًا عن التفكير.
لطالما اعتمدت السياسة على الاعلام منذ أن كانت، حتى في التاريخ القديم، كان دعاية واعلان يعتمد اسلوب "فم لأذن" وتوزيع المنشورات والملصقات... لكننا في عصرنا الراهن، في عصر سيطرة الميديا، نجد أنفسنا يومًا بعد يوم في بوتقة سلطة الإعلام التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، إذ باتت "الميديا" من أهم ركائز الأنماط المعرفية بدءًا من رغيف الخبز والطريق وصحة الإنسان وصولاً إلى صناعة القرارات الإستراتيجية والتأثير على الرأي العام وعلى سلوك الناخبين بشكل خاص.
بين الاعلام والسياسة جدلية، فالسياسة تستخدم الاعلام وتؤثر فيه، والاعلام يؤثر في السياسة وقد يكون هو محدد القرار السياسي.، فهل يمكن أن يأتي يوم تنتهي هذه الجدلية بإنهاء أحدهما الآخر والسيطرة التامة عليه كما يقول ماركس عن جدليات الصراع؟
لقد تحول الاعلام سلطة سياسية حتى توصل بعض المحللين والباحثين الى القول أن ربح معركة الميديا هو أهم بكثير من ربح المعركة الميدانية على الارض، وان ربح الميديا هو الاساس في أي معركة انتخابية.
 ولعل المثال الابرز الذي يسوقونه في هذا المجال هو الحملة الانتخابية لسنة 1998 التي فاز فيها الحزب العمالي (البريطاني) الذي كان يتزعمه طوني بلير. اعتبرت الدراسات أن فوز بلير في الانتخابات لا يعود الى البرنامج الانتخابي الذي قدمه، والذي لم يكن يختلف كثيرًا عن برنامج الحزب المنافس، إنما العامل الحاسم في ربح المعركة كان  تحالفه مع من يقال عنه انه بارون الإعلام ( روبرت ميردوخ) الذي يسيطر على صحيفتين اساسيتين " صن" و" تايمز" اللتان يبلغ عدد قرائهما أربعة ملايين نسمة.

هذا الاستنتاج وهذه الاهمية للاعلام في الحملات الانتخابية والسياسية، عبّر عنها أيضًا التقرير الاميركي الشهير «قلوب وعقول ودولارات» hearts, minds and dollars ،  والتي اعتبر فيها معدّو التقرير أن «حرب الأفكار والعقول» هي الأهم على جبهة المواجهة  في الحرب على الارهاب.
ويمكن لنا ان نلفت الى إن تعبير «حرب الأفكار والعقول» كان قد صاغه «بول وولفويتز» أحد اركان المحافظين الجدد حين قال: «إن معركتنا هي معركة الأفكار ومعركة العقول، ولكي نكسب الحرب على الإرهاب لا بد من الانتصار في ساحة الحرب على الأفكار".
من هذه المقدمة حول أهمية الاعلام في السياسة، أو كما يحلو لي ان اقول انه السياسة بحد ذاتها، سانطلق الى صلب موضوعنا اليوم والاسئلة والاشكاليات التي سيناقشها ضيفينا الكبيرين في الندوة اليوم
;كيف يمكن التمييز بين الاعلام والحقيقة والتمويه؟ وأين موقع السلطة السياسية بين هذه العناوين؟.
;كيف يمكن ان يوازن الاعلام بين الحرية المطلقة واحترام النظام السياسي والقانوني؟
أين موقع كل من السلطة السياسية والسلطة الاعلامية من صناعة القرار في لبنان؟
 وأين دور لكل منهما في تحديد نتائج الانتخابات النيابية القادمة؟
البعض يقول أن الإعلام خطة ورؤى ورؤية، ومشروع ثقافي تقني ومهني وسياسي، فهل استطاع اعلامنا ان يبلور نفسه في صياغة قادرة على أن توازي ما يجري في السياسة؟.


مؤتمر عقد في الاردن في حزيران 2009
عنوان الجلسة: المشاريع الاستثمارية في البلديات في الاردن
كلمة رئيسة الجلسة: ليلى نقولا الرحباني

متى يأتي اليوم الذي نبني فيه المستقبل بدلاً من أن نتلقاه؟.
المستقبل ليس قدرًا مكتوبًا بل يمكن أن نصنعه، وبناؤه يُترجم من خلال حركة الإنسان الفاعل في مجتمعه المحلي.
لا يمكن بناء هذا المستقبل، دون الارتكاز الى معادلة استراتيجية قوامها: الاستباق، النشاط، الحركة، والتفكير قبل الفعل ... وبما أن مستقبل أي مدينة أو قرية هو متعدد وغير محدود، علينا برمجة إستراتيجيات التنمية من خلال القيام بتشخيص الواقع ما يعطينا القدرة على رسم 50% من المستقبل، ثم نرمي هذا الواقع في المستقبل ونجري عليه التحليل الاستكشافي فنبرمج المشاريع والخدمات البلدية وعمليات الاستثمار.
يرتكز مفهوم الإدارة المحلية النموذجية للبلدية على مجموعة من الدعائم التي يمثل كل منها مسارًا في الاتجاه الصحيح والتي لا بد من اعتمادها والعمل بها  للوصول الى بلديات كفوءة وقادرة على ادارة العمل البلدي بنجاح وتقديم افضل الخدمات للمواطنين والوصول الى تنمية محلية مستدامة.
ولا يمكن تحقيق هذه التنمية المستدامة الا من خلال القيام بجهد تشاركي وجذب الاستثمار في الاقتصاد المحلي وتوحيد جهود فعاليات المجتمع كافة من القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والبلديات وتحفيز طاقات المجتمع الكامنة وغير المستغلة للوصول الى حيـاة افضل للمواطنين.
يبدو واقع استثمار القطاع الخاص والجهود التشاركية في الخدمات البلدية في الدول العربية خجولاً جدًا. ولمواجهة هذا الواقع، ورسم مستقبل أفضل للأجيال القادمة، نجد أنفسنا أمام خيارين:
الخيار الأول: التردد والارتجال في الإدارة وفي القرارات، وهي طريقة كانت قائمة في الماضي ولا تستطيع أن تستمر لأنها سوف تضع الإدارات المحلية في حالة الجمود Statu-quo، خاصة أنها بعيدة عن عقلية الشراكة: الشراكة في القرار والشراكة في الاستثمار بين القطاعين الخاص والعام.
إن الواقع التنموي الصعب للبلديات لن ينتهي بتجاهله. ولا يجوز أن ننتظر كي تقع المشكلة ثم نفكر في الدواء والعلاج. بل ان استمراره يزيد من التشابك في الصلاحيات بين الإدارة المحلية والإدارة المركزية، ما يؤدي إلى تغذية الصراعات، فتتأخر التنمية وتسير في دوامة التعطيل والتعطيل المتبادل.
2- الخيار الثاني: التخطيط الإستراتيجي والاهتمام بالإنماء والاستثمار: من خلال تعزيز الاستقلالية الإدارية والمالية للبلديات، وتقوية حس الانتماء، وجذب استثمارات القطاع الخاص إلى العمل البلدي من خلال عملية تسويق وترويج من قبل متخصصين في هذا المجال، مع استعمال التكنولوجيا والمكننة، وطرح سندات مالية للاستثمارات في المدن وإداراتها بما يمكّن البلدية من فرض شخصيتها المعنوية والاعتبارية ويحصّن بقائها.
إن خيارًا كهذا يؤدي بالضرورة الى النهضة والتقدم في المجتمعات المحلية، لكنه يفترض إقامة مشاريع استثمارية جديدة للتنمية مبنية على إستراتيجية داخلية دون غياب التنسيق مع الدولة أو السلطة المركزية، فالمجتمع المحلي أدرى بمشاكله وطاقاته ونقاط قوته وضعفه. إن قيام البلدية بإعداد دراسات الجدوى بنفسها يساعدها على تحديد مدى أهمية المشروع الاستثماري ومدى حاجة المواطنين له، وبحث تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية كافة، ما يتيح لها الفرص الكافية لاتخاذ القرار المناسب، وتحديد الحوافز والتسهيلات التي ينبغي منحها للمشروع وكذلك الضمانات اللازمة له، إضافة إلى تحديد الشروط الواجب توفرها في المستثمر.
إذًا، من أبرز شروط نجاح هذه النهضة هي الشراكة في الاستثمارات البلدية مع القطاع الخاص على شكل شركات شبه بلدية ما يعطي حماسًا ويؤدي الى تنافس نحو الأفضل مع المناطق والبلديات المجاورة ما يخلق نوعًا من التنمية المحلية المستدامة والازدهار الوطني الشامل. كما إن إعطاء دور لمؤسسات المجتمع المدني في عملية التنمية المحلية يؤدي الى استمرار دينامكية الحركة ما يشجع القطاع الخاص على الدخول في الاستثمارات ويؤدي بالتالي إلى الاستقرار والتقدم في عملية التنمية المدنية.



مؤتمر "الاتفاقية العراقية الاميركية ... سبل المواجهة لحفظ الحق والسيادة"، عقد في فندق الماريوت- بيروت – حزيران 2008
كلمة منسقة المؤتمر: ليلى نقولا الرحباني
شكلّت الحرب الأميركية على العراق نقطة تطور بالغة الأهمية في العلاقات الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة، وقد تجاوزت دلالات هذه الحرب السياق الإقليمي الضيق، لتتعداه الى تغيير هام وعميق في مضامين العلاقات الدولية، فمن تغيير مفاهيم التدخل التقليدي، الى ايجاد نظريات جديدة في التدخل العسكري، كسابقة "التدخل الوقائي" الذي كرسته الولايات المتحدة بهدف التصدي لأي نوع من التهديدات‏، حتى ولو كانت تهديدات خيالية لا يوجد أي دليل فعلي على وجودها على أرض الواقع.
وها هم الاميركيون اليوم، يحاولون توقيع اتفاقية طويلة الامد مع العراق، فاذا ما عطفنا ما سُرب من بنود هذه الاتفاقية على مفاهيم التدخل العسكري المتعدد الوجوه الذي أباحت الولايات المتحدة لنفسها استخدامها في السابق، لوجب على دول المنطقة وشعوبها الشعور بالقلق والارتياب والبدء بالتحضر لجولة جديدة من المشاريع التوسعية، والمخططات التفتيتية.
كثر تفاءلوا بقدوم الجيش الاميركي الى  المنطقة، معتبرين ان "الهيمنة الخيرة" قد أتت لتخلص الشعوب من الديكتاتوريين، وما هي الا سنوات قلائل حتى تتهاوى الانظمة الاستبدادية في المنطقة كالدومينو، وتعيش الشعوب العربية في ظل حكم القانون والحريات العامة، وظلال الديمقراطية الوارفة.
لكن الديمقراطية تأخرت، وحقوق الانسان الموعودة كشفتها الاحداث في سجن ابو غريب والاعتقالات السياسية، وانتهاكات المرتزقة في العراق.... انهار الحلم الامبراطوري، وتلاشت أحلام الديمقراطية وحقوق الانسان، وتهاوت على مذابح مصالح الدول الكبرى.
انهار الحلم الامبراطوري، على وقع ضربات المقاومة في لبنان، وفلسطين، والعراق.... انهار بعد أن طاردته لعنة الامهات الثكالى، ودماء أطفال العراق ولبنان وفلسطين.... وبعد ان استيقظ المارد الشعبي المقاوم من السبات الطويل الذي فرضه عليه حكام الهزيمة والاستسلام.
لكن، الحرب لم تنته بعد، انها ما زالت في بداياتها، فللاحتلال وسائله، وللهيمنة أدواتها، وها هي الاتفاقية الاميركية العراقية المزمع توقيعها، تأتي كأحد أسس الهيمنة المقنعة التي تحاول فرض نفسها على شعوب المنطقة. ولكن للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والتي أقرتها جميع المواثيق والاعراف الدولية وسائلها وأدواتها ايضاً، وهذا المؤتمر الذي نعقده اليوم، يأتي كمحطة من محطات نضال في سلسلة المقاومة الطويلة لشعوب هذه الارض، التي تحتاج الى صبر وجهد وتعب وتضحيات.
ما بين الانقسامات العراقية الداعية اما الى الرفض المطلق او الدعوة الى تحسين الشروط، يبرز الطرف الاقوى وهو "الاحتلال" ليضمن مصالحه ويخلق معادلات تختلف بطبيعة الحال عن ارادة العراقيين وطموحاتهم ومصالحهم، لذا سنناقش معاً اليوم كيف يمكن أن نحوّل "اتفاقية السيطرة والانتداب المقنن الطويل الامد"، الى اتفاقية "جلاء" عن الاراضي العراقية؟ هل من ينادي بالرفض الكامل للاتفاقية وردها الى مصدرها قادرعلى تحقيق هذا الهدف؟ هل من ينادي بتحسين شروط الاتفاقية وتوقيعها من اجل الخروج من سلطة الفصل السابع، محق؟ وهل هناك ضمانات ونصوص صريحة تثبت الحق العراقي، وتحفظ سيادته؟
اشكاليات عدة سيناقشها المشاركون اليوم، آملين ان نخرج بتوصيات لسبل المواجهة لحفظ الحق والسيادة العراقية على أمل ان لا تبقى مجرد حبر على ورق بل يكون لها متابعة عملية على الارض وفي المحافل العربية والدولية.
ويبقى ان نوجه دعوة للاخوة العراقيين اينما وُجدوا:
واجهوا، وحافظوا على حقوق الاجيال المقبلة في المقاومة والرفض والتحرير، ولكم في المثل اللبناني في المقاومة قدوة ، ولكم في هذه الكلمات عبرة:
" يستطيع العالم أن يسحقني ولكنه لن يأخذ توقيعي".




كلمة ليلى نقولا الرحباني في ندوة "تحية الى الجيش – تحية الى الوطن"، عقدت بمناسبة عيد الجيش في بلدية الشياح
21 حزيران 2007

الحياة ميدان صراع  وتنازع، يثبت فيها القوي ويدفع الضعيف الثمن...
والقوة تستمد من حق يتمسك به وأداة تحمي ذاك الحق، ولأن للحق قوة لا تكفيه، فهو بحاجة الى القوة لتحميه وتحفظه..
مبدأ اتبع منذ القدم، وصيغت السلوكيات على نحوه فردية كانت أم جماعية... ولما كان التطبيق على صعيد الاوطان، كانت القوة حاجة ضرورية لتحمي الوطن المتشكل...قوة تمثلت في الميدان بالقوى المسلحة...
 قوى اعتبرها الفلاسفة أساساً لبقاء الدولة، وبعضهم أناط بها استعمال العنف الشرعي، وكثر رأوا في وجودها القوي عزة وكرامة وسيادة الامة ... وهذا هو الاساس، فلا دولة تستمر، ولا كيان يحفظ ان لم يكن بيد ابنائه سلاح يشهر لحماية الشعب والكيان والسيادة.
مثل كان في لبناننا التطبيق له، لاننا لسنا بدعاً من الدول. بل اننا، أو بالاحرى يجب ان نكون، قدوة ومثالاً طالما أن انساننا هو من طبيعة مميزة عظيمة...
لكن، ويا للأسف الشديد، ففي بناء الدولة تقصير تاريخي، وفي بناء المؤسسات اهمال وتلكؤ.. أما آن لنا أن نبلغ الى الدولة العادلة القادرة الصالحة بعد؟.ألم نستحق هذا الحق كمواطنين بعد؟
 لقد جاءت مؤسساتنا على غير ما نرجوه، واستحالت أعشاش فساد تتكاثر وتتوالد منذ العثمانيين.. استحالت مواكب انحراف وهدر نتوارثها مع العهود المتعاقبة.. أما آن الآوان ليشهر المواطن في وجه الاقطاعية والزبائنية والمحسوبية سيف التغيير والاصلاح فيقوّم ما انحرف ويصلح ما فسد من مؤسساتنا المدنية وله في المؤسسة العسكرية مثال وعبرة.. مؤسسة باتت المثل الصارخ والبرهان الاكيد والقاطع أن بامكان اللبنانيين أن يبنوا مؤسسات وان يقلعوا عن امتهان الفساد حرفة والهدر شطارة....مؤسسة قدوة في التركيبة والسعي لخدمة الانسان والمواطن بغض النظر عن انتمائه الديني والحزبي والمناطقي...
جيش جاء للوطن ومنه، فاستعصى على محاولات الشرذمة والفئوية والاستئثار...
جيش قام لحفظ السيادة، فبات علمه شاهداً على صيانتها واحترامها... ورمزه مؤنباً ضمير المفرطين بها
جيش نهض لحفظ الحق الوطني، فكان خير أمين على مقدسات الوطن وسلمه الاهلي
جيش التزم عقيدة وطنية تحاكي الاسس ديمقراطية بامتياز، فهو لا يحافظ على النظام بالقوة ولا يسمح بتغييره بالقوة...
جيش قوته في ذاته، قوي من غير سلاح وذخيرة، محصناً بأحزمة النجاة الوطنية ...
جيش قام على التضحية، فروت دماء ضباطه ورتبائه وجنوده جذور الحق الوطني... فثبت الحق لأهله.....ولا حق ثابت إن أعرض أهله عن التضحية في سبيله...
جيش هو البقية الباقية من دولة تنصب لها جميع مكائد التفتيت والتجزئة والتقسيم...
جيش التزم الشرف والتضحية والوفاء في زمن غادر فيه كثر مراتب الشرف الوطني
جيش استحق منا التحية والاجلال، فمن يحيي الجيش اللبناني يحيي الوطن... ففي لبنان تخطى الجيش في وجوده ما يُعتد له في دول العالم من أدوار... بات وجود الجيش الموحد هو البقية الباقية من دليل على وجود الوطن الموحد وبقائه...
يا جيش لبنان العظيم...
لك منا اغلى ما نملك... لك منا اولادنا نرسلهم الى مدرستك ينهلون منها قيم المواطنية والعزة والكرامة
نرسلهم لك لتعلمهم معنى التضحية في سبيل الوطن وتؤهلهم ليصبحوا مواطنين يفوق وعيهم للعزة والسيادة والكرامة الوطنية ما هو عليه مواطنو هذا الزمان
يا جيشنا الابي..
لك منا كل الدعم والتأييد... ولك منا وعد وعهد: أن نصون ما حققه شهداؤك الشجعان وان نحفظ للوطن ما أنجزوه له بتضحياتهم من سيادة واستقلال.