2010/11/10

لمن سيأتي المسيح مرة ثانية؟

أقيم في بيروت يوم الجمعة في 5 تشرين الثاني، لقاء تضامني مع القدس، القت خلالها ليلى نقولا الرحباني، المداخلة التالية بعنوان: "لمن سيأتي المسيح مرة ثانية؟"، وهذا نصها:

اسمحوا لي ايتها السيدات والسادة، أن لا أتحدث عن المقدسات في القدس، لن اتحدث عن مساجد وكنائس، ولن اتحدث عن مصلين ومصليات... فبالرغم من أنني اعتبر ان القدس بشر وليست حجر، وقيمتها الدينية لا تطغى على قيمتها الانسانية وقيمة انسانها الموجود فيها، وبالرغم من أن مقدساتها قيمة غالية على قلوبنا جميعًا وتهديدها يهز كياننا ويطعننا في الصميم، لكني لن اتحدث عنها.

اسمحوا لي أن أتحدث اليوم عن المسيح... أنا الانسانة العلمانية سأتحدث عن المسيح، وأسال عن أي عدل الهي يرجوه اليهود من تهويد القدس؟.

هي القدس نفسها التي بكى عليها المسيح قائلاً: " ليتك عرفت أنت أيضًا في هذا اليوم طريق السلام! ولكنه حُجب عن عينيك، فسوف تأتيك أيام يلفّك أعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك ويضيّقون عليك الخناق من كل جهة، ويدمرونك وأبناءك فيك، ولا يتركون فيك حجرًا على حجر، لأنك لم تعرفي وقت افتقاد الله لك" (لوقا 19: 41- 44).

فماذا عساك تقول ايها المسيح اليوم؟ وما عسى الانبياء يقولون اليوم عن العدل المهدور على أبواب المدينة المقدسة يوميًا؟ ماذا يقول الانبياء والاعداء يحيطون بالمدينة بمتاريسهم وجنودهم وبنادقهم، يسدّون الطرق المؤدية الى الاقصى وكنيسة القيامة ويبنون "كنيس الخراب" فيها؟

يا اخوتي، اني اتساءل واياكم

عما يبحث ذلك الساعي الى تشتيت أهل القدس وتشريدهم وطمس حضور المسيحية والاسلام فيها؟

وماذا يريد ذلك الساعي الى تهجير المسيحيين من الشرق وطمس حضور المسيحية في المشرق العربي بأكمله؟

لماذا يُضرب المسيحيون في العراق والقدس وفلسطين وتفتح لهم أبواب السفارات الغربية؟

لماذا يُحاول دائمًا ضرب المسيحيين المتشبثين بلبنان وطنًا نهائيًا لا رحيل منه؟

لماذا نرى دعاة الانعزال والتقوقع يجرّون المسيحيين جرًا نحو المواجهة مع أبناء الوطن؟

من الناحية السياسية أشبعنا الأمر تمحيصًا وقراءات استراتيجية، فهل فكّر أحدنا بالأمر من ناحية دينية؟

هل فكر أحد منا في مغزى القراءة الحرفية للعهد القديم الذي يقرأه معظم مسيحيو اوروبا وأميركا؟

إن الغاء الوجود المسيحي في الشرق، سيغيّر وجه الشرق الحضاري بأكمله ويجعله يغرق في التخلف والتعصب ويصبح مسرحًا لحروب الالهة على الارض..

إن إلغاء المسيحية والاسلام من القدس سيجعل وجود المسيح فيها وحضوره ونبوته من باب اللافعل، أي يصبح حدثًا خارج إطار الذاكرة الجماعية في المشرق وفي القدس بالتحديد... برحيل الشهود وفقدان الجماعة المنتظرة القدوم الثاني، لمن سيأتي المسيح مرة اخرى؟

وأي اسلام يبقى بنسيان نبوة عيسى بن مريم، وفقدان روح الله وكلمته وتحوّل أمه الطاهرة الى مجرد امرأة أنجبت طفلاً غير شرعي كما يتهمها اليهود؟

لن يكون عدل ولن يستوي حكم، بتهجير المسيحيين من المشرق، وبخروج القدس عن قدسيتها...

إن أقدس ما في هذه الارض هو إنسانها...هو حق سكانها فيها...

لكني أؤكد لكم أن الحق لن يزول، ولن يستطيعوا قهر ارادتنا...وسيكون مصيرهم كما تنبأ لهم إشعيا النبي بالقول: "توكلتم على الظلم والالتواء واعتمدتم عليهما، لذلك يكون هذا الاثم لكم كصدعٍ منقضٍ ناتئٍ في جدار مرتفع فيُحدث انهدامه على الفور، ويكسر ككسر إناء الخزافين، مسحوقًا بلا شفقة، حتى لا يوجد في مسحوقه قطعة لأخذ نار من الموقدة، أو لغرف ماء من الجبّ؟ (اشعياء 30:12-14).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق