2011/03/29

هلموا نسير الى فلسطين

بمناسبة يوم الارض، أقام حزب الاتحاد لقاءً تضامنيًا، وكان للباحثة ليلى نقولا الرحباني الكلمة التالية:



أيتها الارض المقدسة، مبارك لك يومك، وقليل عليك الاحتفاء بك كل ايام السنة الاخرى.

يا أرض القديسين المباركة، ما أحوجك اليوم الى جيل يشبه ذلك الجيل ... جيل تلك الملحمة البطولية التي خطّها فلسطينيون في يوم الارض الذي نستعيد اليوم ذكراه السادسة والثلاثون.

ما أحوجنا اليوم الى جيل،يسير من جميع الاقطار العربية في مسيرة لا تتوقف الى فلسطين.. جيل يخرج بمسيرات عفوية لملاقاة الارض، فلا ينتظر مؤتمرات نخبٍ خطابية، ولا قمم تبويس عربية، ولا مفاوضات تبعية ، ولا خرائط طريق خيانية..

جيل يقرر، فيواعد أقرانه على اللقاء في القدس... وتنطلق المسيرات من مخيمات اللجوء في لبنان والاردن وسوريا، داعيًا الشعب العربي للزحف نحو فلسطين، متعهدًا بعدم التوقف ولو قتل منا الآلاف ومئات الآلاف.. لا يتوقف إلا وقد عادت الارض الى أهلها، والقدس الى مقدساتها...

أين نحن اليوم من سمات ذلك الجيل؟

جيل عبّر عن نفسه، استعصى على قاتليه، تضامن، توحد وأعلن بصرخة واحدة :"أرضنا حياتنا، لن نقتلع ولن نرحل"..

أين جيل اليوم من جيل ذلك الزمان؟

لو قيض لهذه الأرض أن تنجب أجيالاً تشابه ذلك الجيل لما كنا اليوم نحتفل بعيد الارض بعيدًا عن الارض... ولما كنا اليوم نطل على فلسطين والدموع تملأ مآقينا، والحرقة تتملك قلوبنا.

أين أجيال اليوم، وأرض القدس تنهش نهشًا، تقضم وتهوّد.. أين أجيال اليوم وغزة تحت الحصار، والسلطة تجوب العالم عارضة الأرض على كشّة، تفاصل وتقايض وتتذلل.

أما من صرخة تدوّي، تجرح ضمير العالم وتنتصر لفلسطين؟

أما من مغيث لتلك الارض أم أن العرب مشغولون بشرق أوسطهم الجديد، واحتفالاتهم بتدخلات الاطلسي وكيد المكائد للمقاومة ومن يحالفها ومن يدعمها؟.

هل من عاقل في أرض العرب، يمكن أن يصدق أن طائرات الفانتوم وجيوش الاطلسي قادمة لنشر الحرية وحماية الانسانية في ليبيا؟.

هل من واعٍ في أرض العرب يمكن أن يصدق أن اسرائيل يمكن ان تذهب للسلام؟

ان طائرات الأطلسي التي تخترق الارض العربية بقذائفها، لا تهدف فقط للنفط وعقود شركات الاعمار وما سوى ذلك من مصالح اقتصادية ...بل هي جزء من ثورة مضادة تحاول وقف تلك الثورة العربية الكبرى التي اشتعلت في تونس ومصر وذهبت متنقلة في الأرض مشرقاً ومغرباً..

إن الإنسانية النفطية الأطلسية هذه تستهدف فيما تستهدف، إلى جانب تشويه الثوار وترويض النظام في ليبيا، هدفًا رئيسياً هو ربيع هذه الأمة المتمثل في هذه الثورة الشعبية الكبرى، هذا التحول التاريخي، الذي ما ان هلّت بشائره حتى تآمرت عليه كل دول العالم مستخدمة أساطيلها ومنظماتها الدولية، ووكلائها وعملاءها في الداخل.

أيها العرب، يا أبناء الارض

الحياة ميدان صراع وتنازع، يثبت فيها القوي ويدفع الضعيف الثمن…

ربيعكم أمامكم... والارض على مرمى أبصاركم.. فأما أن تقاوموا، أو تساقون الى الذبح سوقًا...

الخيار خياركم.. لا.. لم يعد لديكم خيار: سوى المقاومة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق