أقيم في فندق الماريوت في بيروت، مهرجان تضامني نسائي مع المعتقلات البحرينيات، وقد ألقت ليلى نقولا الرحباني الكلمة التالية:
السلام عليكن
لا أدري يا أخواتي.. هل مطلوب منا اليوم في هذا اللقاء أن نبكي وننوح؟ أو أن نصيغ عباراتٍ تثير الشفقة والبكاء على البطلات المعتقلات في السجون تعسفًا؟
هل مطلوب منا أن نراهن على ضمير حكام استبدوا، وعلى قليل من مروءة لم يتملكها حكام هذا الزمان؟
هل مطلوب منا هنا أن نطلب رحمة ممن غلظت قلوبهم واسودّت أفئدتهم وفُقدت لديهم الرحمة؟
لا ... هذا لن ينفع...
ماذا نفعل؟
أنتحدث عن الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ أنذكّر العالم بأن هذا الاعلان في مادته التاسعة يقول: "لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفًا"؟.
أنذكّرهم بأن ما قاموا به من اعتقال للنساء في البحرين، هو اعتقال تعسفي تدينه جميع الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية؟
هل نخبرهم بأن الحق في الحرية هو حجر الزاوية في اعلان أدرجت فيه حقوق الانسان الاساسية، وبدون هذه الحق تسقط جميع الحقوق الانسانية الاخرى؟
أنعلّمهم بأن هناك حقًا عالميًا كفلته المواثيق الدولية موضوعه حق التعبيرعن الرأي والتظاهر؟
من سنخاطب بهذا المنطق؟
أنخاطب ضمير الأمم؟ أنخاطب دولاً تحاضر فينا بنظريات حقوق الانسان وحرياته الاساسية والديمقراطية، وتنتهكها على مذابح مصالحها كل يوم؟
أم نخاطب حطام سلطةٍ داستها الاقدام في ميدان اللؤلؤة وعرّتها وكشفت شرعيتها؟
لا – لا يا أخواتي
لن اقف هنا لأطلب رحمة بالاسيرات من حكام جائرين،
ولا لأطلب شفقة، ولا لاستجدي عطفًا على المعتقلات البطلات
لن أخاطب حاكمًا ولن استعطف متجبرًا
ولن أناشد مجتمعًا دوليًا، يصم آذانه عن صرخات المظلومين والمظلومات
لا – لن اقوم بذلك
بل سأخاطب تلك البطلات وراء القبضان
واقول لهن:
السلام عليكن ولكنّ ايتها الصابرات
السلام لكنّ من لبنان
من قلعة المقاومة الصامدة التي هزت عروش المستكبرين
السلام عليكن من لبنان
من وطن انكسرعلى أبوابه جميع الغزاة
السلام لكنّ وعليكن أيتها البطلات
ارفعن رؤوسكن- فانتن وراء القبضان أكثر حرية من حكام هذا الزمان
أنتنّ في المعتقلات رافعات الرؤوس شامخات بينما رؤوسهم مطأطأة ذليلة
أنتن كرامة الشعب الثائر في البحرين، الذي أحييه وأقول له:
خسرت معركة ولكن الحرب لم تنتهِ
خسرت معركة ولكن الحرب لم تنتهِ
خسرت معركة الاصلاح... هي خسارة دون ندم وذلٌ للرابحين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق