2014/06/12

ايران نحو المهمة الدولية الكبرى!!

د. ليلى نقولا الرحباني
قام الرئيس الإيراني حسن روحاني،بزيارة تاريخية الى تركيا، كانت مقررة في وقت سابق- أو هكذا بدا على الأقل- منعته من المشاركة في حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي في مصر واكتفى بارسال مندوب عنه الى الاحتفال المصري. ولقد كانت الزيارة الايرانية لتركيا، استكمالاً لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى طهران في كانون الثاني من عام 2014، علمًا أن تصريحات روحاني وصفت الزيارة بأنها تمثل "منعطفًا تاريخيًا"، للعلاقات مع تركيا بـ "الجارة والصديقة" ذات "المكانة الخاصة" لدى ايران.
وبالرغم من التباين في المواقف من الحرب في سوريا بين تركيا وايران، إلا أن العلاقات بين البلدين لم تنقطع في أي وقت من الاوقات، علمًأ إن حركة ايران الاقليمية في آسيا الوسطى والزيارة التاريخة الى تركيا، تشير فعليًا الى "خيارات استراتيجية" كبرى اتخذتها ايران في سياستها الخارجية مع الرئيس روحاني، ومنها ما يلي:
- تركيا: الزيارات المتبادلة بين البلدين والتي تهدف الى رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من مستواه الحالي البالغ 15 مليار إلى 30 مليار دولار.بالاضافة الى ايراد بند تجارة الغاز الطبيعي بين البلدين على جدول البحث بين الوفد الإيراني والمسؤولين الأتراك لجهة خفض سعر الغاز الإيراني بهدف منافسة الغاز الروسي والآذري.
- أفغانستان: تطورت العلاقات بين البلدين بعد دخول الناتو الى افغانستان واطاحة نظام طالبان، وكما في تركيا كذلك في افغانستات، حيث تربط الجارتين الافغانية والايرانية علاقات سياسية بالاضافة الى العلاقات الاقتصادية القوية. وبالرغم من أن مستوى التبادل التجاري لم يتخطَ مستوى 1 مليار دولار عام 2013، إلا أن مستوى التنسيق الامني والسياسي بين البلدين، يجعل من ايران لاعبًا قويًا  في السياسة الأفغانية، وفي التأثير على الانتخابات الأفغانية القادمة، لا بد لدول الناتو من التعاون معه، تمهيدًا للانسحاب من أفغانستان.
- آذربيجان: بعد فترة من القطيعة والاتهامات المتبادلة بين البلدين، وخشية ايران من علاقات اذربيجان الوطيدة مع الولايات المتحدة واسرائيل، واتهام آذري لطهران بتقويض الاستقرار، ودعم أرمينيا في نزاعها مع اذربيجان حول اقليم ناغورنو كاراباخ، تبدلت العلاقات بين الاثنين بعد مجيء الرئيس روحاني. كانت اللقاءات التي عقدها الايرانيون والآذريون على هامش منتدى دافوس في كانون الثاني المنصرم، مناسبة لكسر الجليد، وأدت الى قيام الرئيس الاذري بزيارة ليوم واحد الى طهران، في نيسان 2014، التقى خلالها المرشد علي خامنئي، و الرئيس روحاني وبعض المسؤولين الايرانيين، وتعهد خلالها بعدم السماح باستعمال أراضي بلاده لضرب ايران، بالاضافة الى توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين، والاتفاق على تطوير العلاقات الثنائية وإعادة بناء الثقة المتبادلة.
- باكستان: بالرغم من تراجع العلاقات بين ايران وباكستان في السنوات الماضية، وتراجع التبادل التجاري بين البلدين من 1.3 مليار دولار الى 400 مليون دولار فقط، أعلن السفير الباكستاني في طهران عن اتفاق تمّ بين البلدين، خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني الى طهران في أيار الماضي، لرفع مستوى التبادل التجاري الى 3 مليار دولار كمرحلة اولى ثم الى 5 مليار دولار كمرحلة ثانية.
- تركمنستان: تعتبر ايران الشريك التجاري الثاني لتركمنستان بعد روسيا، وقد اعلن في شباط الماضي، خلال زيارة وزير الخارجية التركماني الى طهران، عن اتفاق بين البلدين لرفع التبادل التجاري من 5 مليار دولار الى 10 مليار دولار، وعن رغبة تركمنستان باستيراد التكنولوجيا ذات التقنية العالية من ايران.
إن ما تقدم بالاضافة الى اعلان ايران عن عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجال التعاون الجمركي، مع نحو 30 دولة من الأعضاء، في حركة عدم الانحياز، منها  العديد من دول آسيا الوسطى، يشير الى أن ايران تتحضر للقيام بدور استراتيجي كبير في تلك المنطقة، بالاضافة الى دورها في منطقتي الخليج والشرق الأوسط. هذه الأدوار ستتعاظم  بالتأكيد بعد توقيع الاتفاق النهائي بين ايران والدول الست حول برنامجها النووري، ما قد يجعلها تضطلع بمهمة دولية كبرى وهي: ضامن الاستقرار والتوازنات الدولية في المناطق الثلاث المذكورة أعلاه، فأين العرب من كل ذلك؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق