اختتم حوار المنامة أعماله في البحرين الأسبوع الماضي، بحضور العشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين الولايات المتحدة وأوروبا بالاضافة الى آسيا وأفريقيا ودول الخليج.
وكان المؤتمر مناسبة لعرض
المقاربات الأمنية للدول المشاركة، وتبدو كما يلي:
1-
الاستراتيجية الأمنية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط تقوم على ركائز ثلاث:
أ-
ردع التهديدات في المناطق الغنية بالطاقة، عبر بناء بنية
تحتية "متكاملة" للدفاع الجوي والبحري في الشرق الأوسط وعبر بناء بنية
دفاعية جوية وبحرية متكاملة مع الحلفاء من خلال الشراكات الأمنية والدفاعية المبتكرة
والتقنيات الجديدة، وصولاً إلى تبادل الخبرات والمعلومات والتدريبات العسكرية
المشتركة.
ب- دعم الجيوش في
الدول التي لا ترتبط بمعاهدات أمنية دفاعية مع الولايات المتحدة، ومنها لبنان
والعراق، وذلك غبر تقديم الدعم اللازم لتلك الجيوش لتأمين الاستقرار ومحاربة
الارهاب.
ت- العمل على تقليل
التوترات وتخفيف التصعيد وإنهاء النزاعات حيثما كان ذلك ممكناً من خلال
الدبلوماسية.
ويلاحظ مما قالته مساعدة وزير
الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف حول لبنان في محاضرة سابقة في
مركز ويلسون في بداية الشهر الحالي، وما تمّ إعلانه من مؤتمر المنامة خلال لقاءات
مع وزير الخارجية العراقي، أن المقاربة الأميركية لكل من لبنان والعراق تتشابه حيث
يتم التركيز على دعم الجيوش، والمطالبة بإجراء إصلاحات جوهرية، والضغط على
المسؤولين في البلدين لإجراء ما هو مطلوب في هذا المجال، وتهديدهم بعودة التظاهرات
من جديد في حال لم يقوموا بما هو كافٍ لضبط الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
2-
تركيز غربي على "التهديد" الايراني مقابل صمت خليجي
تركزت مناقشات معظم الدول المشاركة في المنتدى االحالي في الدورة رقم
18 وخاصة دول الخليج على التغيّر المناخي وتأثيره على مستقبل الحروب في العالم،
ومدى مدى تأثير الازدهار الاقتصادي لبعض القوى الأقتصادية الصاعدة، والتحديات
الاقتصادية التي تواجه بعض دول العالم خاصة بعد الحرب الأوكرانية.
وبالرغم من أن الدول الخليجية
تبدو معنية أكثر بالموضوع الإيراني إلا أن الحديث عما يسمى "التهديد
الايراني" كان غربياً واسرائيلياً حصراً، حيث ركّزت خطابات كل من رئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين والمسؤولين
البريطانيين والأميركيين والاسرائيليين على "التهديد الإيراني" للمنطقة
وكيفية مواجهته.
والبارز قيام ممثل اسرائيل في
حوار المنامة (إيال هولانا- مستشار الامن القومي) بسرد لأبرز الاتفاقيات التي عقدتها
اسرائيل مع دول المنطقة مركزًا على ما سماه "دور اسرائيل في الاستقرار
والسلام في المنطقة" في مقابل ما اعتبره "تقويضاً إيرانياً للسلام"
وتحدث عن التهديدات التي تشكّلها إيران للمنطقة، ومن بينها "زيادة أنشطتها
(بالوكالة) لزعزعة استقرار كل من اليمن والعراق وسوريا" .. ولم يذكر لبنان من
ضمنها.
في النتيجة، يبدو أن
الأميركيين مستمرون في توجههم لدعم الاستقرار في المنطقة وتقليل الصراعات والسعي
نحو الحلول الدبلوماسية، أما التركيز الغربي على إيران فيبدو جزءًا من استراتيجية "إثارة المخاوف
الأمنية" للحصول على مكاسب مادية وأمنية وبناء شراكات في منطقة الخليج
والاستفادة من صفقات التسليح، والسيطرة على إمدادات الطاقة في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق