2023/11/20

الخلاف يتوسع بين الأميركيين ونتنياهو

بالرغم من الدعم الكامل والشامل الذي تقدمه الادارة الأميركية الى "اسرائيل"، وتزويدها بالسلاح والمال والدعم الدبلوماسي والسياسي، وممارسة الضغوط على الحلفاء والاعداء لدعم "اسرائيل" وتخفيف الضغوط عنها، لكن الهوّة بين تصوّر إدارة بايدن لمستقبل الصراع في غزة، ولتصورات ما بعد العملية العسكرية يبدو أنها تتسع، وذلك في أمرين: مستقبل غزة بعد انتهاء العمليات القتالية، ومستقبل نتنياهو.

في المجال الاول: مستقبل غزة بعد الحرب

في هذا الإطار، إن ما يطرحه "الاسرائيليون" من تصورات لما بعد الحرب في غزة، كلها لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع الميداني على الارض، فهناك طروحات:

- أن تحتل "اسرائيل" القطاع وتبقى فيه، وتسيطر بالطبع على الغاز في البحر المقابل لغزة.

- أن تتولى قوى من دول عربية واسلامية وغربية مسؤولية القطاع بعد الحرب، وتتحول هذه القوى الى حرس حدود لإسرائيل.

- أن يتم تسليمه القطاع الى السلطة الفلسطينية، أي أن تأتي السلطة على ظهر الدبابة "الاسرائيلية".

- أن تقوم "اسرائيل" بإقامة حزام أمني في القسم الشمالي من غزة بعد تهجير أهله، علماً أن ما يظهر من النوايا "الاسرائيلية" أن "اسرائيل" لن تكتفي بتهجير أهل غزة من الشمال، بل ستقوم بقصف الجنوب بعد الانتهاء من الشمال، لتهجير الفلسطينيين الى سيناء.

 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن كتب مقالاً في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، حدد فيه أربع لاءات: لا تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. وطالب بتوحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت حكم سلطة فلسطينية "متجددة"، وتحدث عن ضرورة انهاء الصراع الى الابد وإقامة حل الدولتين.

وفي تطور إيجابي لم يكن متوقعاً، طالب بوقف العنف من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال ان مرتكبيه يجب ان يحاسبوا، وهدد بحظر تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين بالضفة (وهي المرة الأولى التي تهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مستوطنين اسرائيليين).

 

ردّ نتنياهو على الرئيس الاميركي، رافضاً وقف إطلاق النار، وقال: "بعد أن فعلنا كل هذا، هل سنسلمها لهم؟

السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي لا تستطيع إدارة غزة"، وأكد ثقته بقدرة "اسرائيل" على التوصل الى "اتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بأنه لا يمكننا أن نضع غزة في يد إدارة مدنية تعلّم الأطفال الإرهاب." بحسب تعبيره.

2- في مستقبل نتنياهو

لأول مرة، تقوم وسائل إعلام عالمية وأميركية داعمة لإسرائيل بتفنيد الرواية "الاسرائيلية" حول مستشفى الشفاء، وتكذيبها.

 

كذلك ركزت العديد من وسائل الاعلام الأميركية تقاريرها على الحملات المتطرفة التي يقودها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تقوم على "توجيه تهم الانتماء إلى منظمات إرهابية والتحريض على الإرهاب لمجرد نشر محتوى قد لا يتوافق مع الرواية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي"، حتى إن التعاطف مع الفلسطينيين في بعض الحالات يعتبر كافياً للتجريم والسجن.

منذ ما قبل حرب غزة، وجه الأميركيون انتقادات لنتنياهو وأركان حكومته، بسبب الأعمال التي يقومون بها، والخلاف على التعديلات القضائية في "اسرائيل"، والتي تسببت بانقسامات عميقة داخل المجتمع "الاسرائيلي"، وقال بايدن إن هذه الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ "اسرائيل" منذ غولدا مائير.

لا شكّ، أن الانقسامات داخل "اسرائيل" ستتوسع حالما تضع الحرب اوزارها، وسيحمّل "الاسرائيليون" نتنياهو المسؤولية، ويطالبونه بالرحيل كما يحصل الآن، وعندها سيعتبر الاميركيون أن عليهم مسؤولية انقاذ "اسرائيل" من التطرف، ومن نتنياهو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق