2019/03/04

ضربتان لترامب... هل تأتي الثالثة؟

ليلى نقولا
خلال أسبوع واحد، تعرّض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضربتين شديدتين في إطار السياسة الخارجية، وقد تزامنت الضربتان وهما:
- الضربة الأولى لخطط ترامب الخارجية كانت من كوريا الشمالية، حيث انتهت القمة الرئاسية التي عقدت بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، في هانوي في 27-28 شباط الماضي ، دون توقيع الوثيقة المشتركة التي كان يطمح ترامب أن يحصل عليها ليواجه خصومه في الداخل وليعلن أنه رجل سلام استطاع أن يحقق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتحسين العلاقات بين الدولتين... إلا أن ترامب فشل في إقناع كوريا الشمالية في التخلي عن برامجها النووية وفشل الاجتماع الثنائي بين الرئيسين.
ويشير الكثير من المحللين الاميركيين الى دور لعبه جون بولتون في إفشال الإتفاق، وهو الذي أعلن دائمًا عدم رغبته في التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية، لذا قام بدفع الرئيس الى تضمين الاتفاقيات بند يشترط على كوريا الشمالية الكشف عن أسلحتها النووية ومخزونها من الأسلحة االكيميائية والبيولوجية، مقابل لا شيء... بينما طالبت كوريا الشمالية، بتنفيذ ترامب وعوده برفع نظام العقوبات الخمسة الأخيرة من قبل مجلس الأمن الدولي مقابل أن تقوم بيونغ يانغ بتفكيك منشآتها النووية.
- الضربة الثانية كانت من مجلس الأمن بالتحديد، فقد استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض ضد مشروع القرار الأميركي حول فنزويلا في مجلس الأمن في 28 شباط المنصرم.
وكان الأميركيون قد حشدوا التأييد لقرارهم في مجلس الأمن بأغلبية مريحة إلا أن الروس والصينيين استخدموا - كما في الحالة السورية- الفيتو المزدوج، لإرسال رسالة شديدة اللهجة بأنهم لن يغضوا الطرف على تدخل الاميركيين في شؤون فنزويلا.
وقد اقترح المشروع الاميركي فرض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فنزويلا باشراف دولي، وطالب بإمكانية إيصال المساعدات الإنسانية بدون عوائق (بدون إذن السلطات الفنزويلية صاحبة السيادة). في المقابل، سقط أيضًا المشروع الروسي في مجلس الأمن وهو قرار يؤكد على ضرورة الحفاظ على استقلال وسيادة فنزويلا، وحل الأزمة القائمة من خلال "آلية مونتيفيديو"، والتي كان الرئيس مادورو قد وافق عليها في وقت سابق.
وهكذا، تكون السياسة الخارجية لإدارة ترامب قد منيت بهزيمتين في يوم واحد، ولكن ومع التطورات في الشمال السوري، ومع اعلان الجيش السوري استعداده للرد على الاعتداءات الارهابية على قواته،  وخاصة الهجوم  الأخير الذي شنّه المسلحون على نقاط الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، هل تكون إدلب هي الضربة الثالثة لمخططات ترامب في سياسته الخارجية والتي يحاول أن يستفيد منها في الداخل الأميركي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق