2022/03/28

الموقف الخليجي من حرب أوكرانيا: الأسباب والنتائج

 

يتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى الخليج وتحديداً الى المملكة العربية السعودية لبحث زيادة إنتاج النفط بعدما تعذّر على جو بايدن الضغط على المملكة لزيادة انتاجها، في ظل علاقة متوترة بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

وكان جونسون قد تعرض لانتقادات، من قبل النائب البريطاني والزعيم السابق لحزب العمال، جيرمي كوربين، الذي طالب إدارة بلاده بقطع العلاقات بشكل سريع مع السعودية، عقب تنفيذ الأخيرة لحكم الإعدام بحق 81 معتقلاً في سجونها. وقال كوربين، عبر حسابه على "تويتر: "النظام في السعودية ارتكب أكبر عملية إعدام جماعي، بينما يخطط بوريس جونسون للسفر إلى المملكة لإبرام صفقة نفط!". وأضاف: "يجب على رئيس الوزراء إلغاء زيارته، وإنهاء صفقة الأسلحة البريطانية مع الحكومة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص في الداخل وفي اليمن".

 

وفي موقف لافت، استمرت الرياض والإمارات في رفض الضغوط الأميركية لزيادة إنتاج النفط، واتخذتا موقفاً متمايزاً عن الأميركيين في موضوع الحرب في أوكرانيا، وذلك للاسباب التالية:

 

-      أولاً، إن إدانة الخليجيين للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تقول روسيا أنها لحماية أمنها القومي بعدما هدد الناتو أمنها وأخّل بالتوازن في بلد مجاور، يعني أن نفس المعيار يجب أن يطبّق على الحرب الخليجية في اليمن، والتي يقول الخليجيون أنهم قاموا بها حفاظاً على أمنهم القومي.

 

-      ثانياً، يريد الخليجيون أن ينوّعوا تحالفاتهم الدولية، بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مراراً رغبتها في الانسحاب من المنطقة للتوجه نحو بحر الصين الجنوبي لاحتواء الصين. وعليه، إن المظلة الأمنية التي توفرها الولايات المتحدة الأميركية للخليجيين قد تتبدل مع تراجع المصالح الاميركية في المنطقة، ولهم في النموذج الأفغاني مثال وعبرة.

 

-      ثالثاً، تطمح الدول الخليجية الى ربط نفسها بمشروع طريق الحرير الصيني، خاصة البحري، لما له من فائدة استراتيجية وحيوية للدول الخليجية. لذا هم يريدون توسيع مروحة استثماراتهم وعدم ربطها بالغرب فقط.

 

-      رابعاً، يدرك الخليجيون من الدرس السوري أن الروس لا يبيعون حلفاءهم بسهولة، بل هم مستعدون لدعم الحلفاء الى النهاية، بينما في المقابل، لا ينسى الخليجيون درس الربيع العربي، حين قامت الإدارة الأميركية بتشجيع سيطرة الاخوان المسلمين على الدول العربية بدعم تركي وقطري، وكيف أتى هذا الدعم على حساب حلفاء الولايات المتحدة القدامى - حلفاء السعودية.

 

وهكذا، يبدو أن الحرب في أوكرانيا قد خلطت الأوراق في العالم أجمع، وباتت كل دولة تفتش عن مصالحها في ظل تحالفات متبدلة وفرز جيوسياسي وجيو اقتصادي جديد. وفي ظل حاجة العالم الى تهدئة أسواق الطاقة العالمية بزيادة الانتاج، تعمد الدول النفطية الى زيادة شروطها، والى الدفع الى الامام، وهو ما فعله الحكم في السعودية الذي اندفع الى إعدام 81 شخصاً، وهو يدرك أن العالم الغربي سيصمت في ظل حاجتهم لإرضائه للحصول على النفط.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق