2019/04/15

كيف سيواجه الكونغرس الاميركي عناد أردوغان؟


يبدو التصعيد الكلامي الأميركي ضد تركيا رأس جبل الجليد بالنسبة للعلاقة بين الدولتين، وقد جاءت الخطابات الأميركية تصعيدية ضد تركيا في قمة حلف الناتو في الذكرى السبعين لتأسيسه، حيث هاجم كل من وزير الخارجية الأميركي بومبيو، ونائب الرئيس مايك بنس، تركيا على خلفية صفقة "أس - 400" التي يقول الأتراك أنها "صفقة محسومة"، ما يعني أنها ستبقى سارية بالرغم من التهديدات.

هذا بالاضافة الى التهديد العلني الذي أطلقه مسؤولو لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة، في مقال في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، حين أكدوا، بأن تركيا هذه السنة سيكون لديها أما الطائرات الاميركية او السلاح الروسي، ولن يكون لها الاثنين معًا. ويتوعدها بأن الأميركيين لن يسكتوا على انحيازها الى الروس خاصة في موضوع شراء منظومة الدفاع الروسية، وهددوا بتجميد صفقة طائرات أف- 35 وحرمان الشركات التركية من الاستمرار مع لوكهيد مارتن في المشروع.

وبعد أن ضربت تركيا عرض الحائط بكل التهديدات الأميركية وسارت في صفقة السلاح الروسي، يبدو أن الأميركيين لن يسكتوا، لذا تمّ تقديم مشروعي قرار ضد تركيا في الكونغرس الأميركي، تبناها الحزبين معًا وهي:

1- مشروع القرار الاول والأهم، عرضه السيناتوران الأمريكيان ماركو روبيو وبوب مينيديز (من الحزبين)، تحت عنوان "مشروع الأمن والشراكة في شرق المتوسط"،  والذي طالب بإلغاء الحظر السابق على بيع السلاح المفروض على قبرص، بل واقتراح أن تقدم الولايات المتحدة تدريبًا عسكريًّا ومساعدات بقيمة 5 ملايين دولار لليونان، ومليوني دولار لقبرص اليونانية.  كما يجيز مشروع القانون لإدارة دونالد ترامب للدخول في اتفاقات التعاون في مجال الطاقة بين قبرص واليونان وإسرائيل.

2- مشروع القرار الثاني، ينص على فرض عقوبات بحق مسؤولين أتراك بسبب مسؤوليتهم عن توقيف أميركيين وأتراك عاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية، وذلك على أثر محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016.

هذا في الضغط المباشر، أما بالنسبة للضغط غير المباشر، فنجد أنه بعد أن أصبحت "ألباما Alabama" الولاية رقم 49 التي تعترف بالإبادة الأرمنية، حثّ نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي (تيد كروز وروبرت مينيندز)، الكونغرس الأميركي على الاعتراف بالإبادة الأرمنية التي حصلت عام 1915.

وهكذا، يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف لا يُحسد عليه، فالوضع الاقتصادي والليرة التركية تسببا بخسارته للانتخابات في كبرى المدن التركية، ويتعرض للضغط من حلفائه، ولكن شخصيته وأسلوبه المتعالي، وطريقته في إدارة المفاوضات مع الخارج الخ.. لا تسمح له بالخضوع للضغوط الاميركية وإيقاف الصفقة الروسية، وخسارة العلاقة المتميزة الحالية مع الروس، والتي حققت له نجاحًا في الجغرافية السورية لم يستطيع تحقيقها بتحالفه مع الاميركيين في السابق.

في المحصلة، لا يبدو أن احتفاء الأتراك بقدوم ترامب الى البيت الأبيض بعد أوباما "المتردد" قد أفاد أردوغان، بالعكس يبدو أن ترامب لا يقبل بحلفاء مع هامش استقلالية بل يريد خضوعًا كليًا من قبل الحلفاء وإلا تعرضوا لعقاب شديد، عبر فرض العقوبات الاقتصادية التي يعتبرها آداة فعالة بيده، لكنها واقعيًا - لغاية اليوم- لم تستطع إخضاع أحد؛ لا حلفاءه ولا أعداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق